في خطوة ريادية تعد الأولى من نوعها وإضافة غير عادية للتطبيقات العربية التي تفتقر لمثل هذه النوعية من التطبيقات، قام الاثرى هانى ظريف المتخصص فى علم الآثار الفلكي في مصر القديمة، والذي يشغل باله دائماً اللغة المصرية القديمة وترجمتها للعربية والعكس؛ والذي سبق له تجربة فريدة من نوعها حيث استخدم خطوط اللغة المصرية القديمة في الكتابة على الوورد و ليس إلى جوار بعضها عند استخدام البنط الهيروغليفى بالطريقة العادية وكذلك بدون برامج وسيطة كما هو المعتاد مباشرةً، بل كتبها بالطريقة الصحيحة كمجموعة علامات فوق بعضها البعض حيث تأخذ في العادة شكل بلوك مربعquadrat تتناسب فيه العلامات حسب حجمها والمساحة المتاحة وشكل العلامة: رأسى – افقى – دائرى ... إلخ.
وفى تحديه الثانى الجديد للمشاكل الحاسوبية لحوسبة هذا التطبيق تعرض للمزيد من المشاكل البرمجية، ولكن كان من اهم دوافعه لهذا العمل الشاق العسير هو سد فجوة فى مجال القواميس العربية – الهيروغليفية التي في اشد الحاجة إليها الباحث والمثقف العادى غير المتخصص والجمهور بشكل عام؛ كما انها ضرورة علمية تفرضها مواكبة التطور. ولذا فقد حرص كل الحرص على تجديد علوم ولإعادة إحياء فنون لغتنا المصرية القديمة ونشرها في ربوع الوطن العربى ومن يتحدث العربية خارجه. وبذلك فالآفاق الرحبة ستُفتح على مصراعيها، لهذا المستقبل الباهر لهذه الفكرة الألمعية الجديدة.
في حديث شخصى مع ظريف اكد على أن اللغة هي وعاء التقدم واللغة هي الهوية وكلما كانت حية وشائعة ومنتشرة دل ذلك على شده الاحتياج لها، فاللغة ثروة الأمة التي بنتها كلمة كلمة، وهي التي لا تقدر بثمن، لأنها إرث الآباء والأجداد، ولأن لغة الأمة لا تباع ولا تشترى، إنما تتوارث جيلا بعد جيل. وهي ايضاً وعاء لحفظ الثقافة ووسيلة التعبير عنها، والثقافة أساس الحضارة، والحضارة ترجمة للهوية؛ وعلى هذا الأساس تعد اللغة من أهم الأركان التي تعتمد عليها الحضارات، ومن أهم العوامل التي تساهم في تشكيل هوية الأمة، وكلما كانت اللغة أكثر اتصالاً بثقافة الشعوب، كانت أقدر على تشكيل هوية الأمة وحمايتها.
ثم أردف ظريف بقوله لطالما كنت دوماً مفتوناً ببرامج الكتابة باللغة المصرية القديمة على الحاسب (الحاسوب) بحكم دراستى كاثرى وتخصصى في مجال البرمجة، كنت اتبع كل جديد بدايةً من ظهور اول برنامج للكتابة عام 1992 واسمه HGP Hieroglyphic Processor لمبرمج ياباني ثم في العام التالى استخدمت البرنامج المصرى InScribe من إنتاج شركة سقارة للتكنولوجيا. ثم ظهر بعد ذلك برنامج Winglyph وأخيراً أحدث برنامج Jsesh.
وفي عام 2007 ظهر اول قاموس ورقى "هيروغليفى عربى" للغة المصرية القديمة فى العصر الوسيط، لكن كان يعيبه و ما ظهر بعده من قواميس ورقيه لنفس المؤلف، انها خاصة فقط بتلك الفترة الكلاسيكية (الفصحى من اللغة).
وقبل عام 2011 قدم مارك فيجوس قاموسه المجانى (الوحيد من نوعه) على هيئة ملف إلكترونى pdf. ليقوم بعدها داميان دانيل اونيل في أكتوبر 2016 بتحويله لتطبيق إلكترونى لنظام الاندرويد. ومنذ ذلك التاريخ تم تحميله أكثر من 50.000 مرة منهم 10% من مصر (5.000 مرة). ووضح ظريف بان قام بالتواصل مع كلا من مارك فيجوس وداميان دانيل اونيل لتعريب (ترجمة) هذا القاموس الضخم (2568 صفحة).
اهم مزايا هذا القاموس الإلكترونى الجديد: -
1 – القاموس هو الأكبر من نوعه إذ يحتوي على حوالي 34.000 كلمة ومصطلح. ويتفرد بانه لا يضم اللغة المصرية القديمة فى العصر الوسيط (مثل سابقيه)، بل يتعداها للعصر المتأخر (193 كلمة) والعصر اليوناني الرومانى (115 كلمة) والكتابة المُشفرة المُلغزة المُعماة (255 كلمة).
2 – يمكن البحث عن الكلمة بعدة طرق: -
البحث بالدلالة الصوتية.
البحث بالعلامات كما يلي: -
البحث عن الكلمة بترتيب الالعلامات بها كما هي (وهذا هو الوضع القياسي المستخدم في البحث).
البحث بمحتوى الالعلامات (أي البحث عن أكثر من علامة في أي موضع بالكلمة بنفس ترتيبهم). أو باى ترتيب – حيث يتم تخمين الكلمة بمجرد إدخال بعض علاماتها.
البحث في نهاية الكلمة (أي البحث عن أكثر من علامة بشرط أن يكون موضعهم بنهاية الكلمة).
البحث بالضبط (أي البحث عن الكلمة كما هي مكتوبة تماماً). وهو البحث بالتطابق الوثيق بشكل دقيق
3 – يمكن بسهولة إحصاء جميع اشكال الكتابة لأي شيء. فمثلاً اسم لإله معين أو اسم مكان أو معبد ... إلخ.
4 – يوجد برنامج تعليمى (فيديو) يوضح للمستخدم كيفية استعمال التطبيق على الوجه الاكمل للاستفادة بجميع مزاياه.
5 – يوجد بالقاموس سجل يحتفظ بجميع الكلمات التي قام المستخدم بالبحث عنها ليُمَكِّنه من الوصول إليها لاحقاً. حيث يُمَكِّن القاموس المستخدم من الاحتفاظ بالكلمات المفضلة لديه في قائمة منفصلة لسهولة الوصول إليها في أي وقت.
6 – يعمل بدون الاتصال بالإنترنت.
7 – يظهر أسفل كل كلمة حرف اختصار يوضح نوع الكلمة (فعل – اسم شخص أو مكان – اسم مفرد مذكر/ مؤنث – اسم جمع – حرف جر – أداة – ضمير …. إلخ).
وفى الختام اود ان اوكد ان هذا القاموس لم يظهر بعد للنور، فهو لايزال فى طور التجريب والاختبار وادخال الكلمات (المدخلات)، بما يعنى انه ليس موجود حالياً، ولم ينزل بعد على متجر جوجل بلاى. النسخة التجريبية تتطلب طريقة خاصة لتثبيتها على الجهاز، ليست في متناول المستخدم العادى، بالإضافة إلى انها تتعارض مع سياسة الامن والأمان لنظام الاندرويد لأنها خارج المنصة الرسمية (متجر جوجل بلاى).